زيفي اتيليه د. ك. قدح الامس يصبح الغد

تخيل إنك تحمل قدحا في يدك، مصنوع من الفخار وهو يحتضن قبضتك بشكل مثالي. في داخله دفئ الشاي ينتقل عبر جدران القدح ليلتقي براحة الكف فائحة منه رائحته بكل اتجاه. هذا القدح مصمم من قبلنا في مشغل فيرا الذي يتجاوز عمره 60 عاما. فذلك القدح الذين بين يديك مشبع بإرث فيرا. 

حكايات المكان والاوقات الذي نمر بها الان هي جزء لا يتجزأ من هذا الإرث. هي كون من الحكايات التي تربط حياة كلنا جميعا. 

القدح الفخاري هذا مصنوع من تربة مشينا عليها، استكشفناها وحولناها بحيث استخدمنا طينها الطبيعي لصنع أجزاء من القدح ولربما لطلاء سطحه واكساءه. لربما كنا قد حصلنا عليه اثناء حفرنا لقاع نهر او من زاوية بحيرة او من رواسب بحر قديم: من ماكسيمير (Maksimir) او غرموشتشيتسا (Grmoščica)، من كارلوفاتس (Karlovac) او بلاتوشا (Blatuša). تحمل الأرض نفسها حكايات وحكايات للمعاناة والتجدد. ولطلاء وتززين واكساء الاسطح قمنا بجمع صدفيات نهرية من نهر درافا (Drava) في اوسييك (Osijek) ونهر الدانوب في نوفي ساد (Novi Sad)، طلاء الاكساء هو دورة حياة. والأرض التي تأرجحت واهتزت وزأرت في 2020 في سيساك (Sisak)  وبيترينيا (Petrinja) والتي بعثرت حياة الكثيرين واختبرت قدرتهم على الصمود قمنا أيضا بجمعها بمساعدة بعض من الأصدقاء الساكنين هناك، روضت التربة وتغيرت لربما في نفس القدح الذي تخيل انك تحمله بيدك. 

مسامات جلد الايادي التي عجنت الطين ونحتت القدح تعكس حكايات الأراضي التي ولدوا وتربوا فيها فنانينا: أفغانستان وأرمينيا والبوسنة وبوروندي وكرواتيا والكنغو الديمقراطية وفرنسا وايران والعراق والمكسيك وسوريا وتركيا وصربيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة (في الوقت الذي تقرأ فيه هذا النص لربما استطعنا إضافة المزيد من الدول). في الواقع ان اعضائنا بمن فيهم من تجمع النساء للنساء (Women to Women Collective) هم الذين يقومون غالبا بأعمال الفخار ولهم حياة تربط أماكن بعيدة وواسعة. 

وحتى لا ننسى ذلك الدفئ وتلك الرائحة، اغمض عينيك الان واشعر بالطعم- هو اتٍ مباشرة من الصين لبرنامجنا المعروف بأكاديمية فن الشاي المتنقلة (Wandering Art Tea Academy).

إذن الان في خيالك، استمتعت بالعالم اجمع في قدح شاي وتذوقت فيه عالم زيفي اتيليه د. ك. 

تجاربنا مستمرة وتحضيرنا باق وسنبقي على ابداعنا.

اذا كنت تبحث عن جولة سريعة لبرامج زيفي اتيليه د. ك. يرجى الانتقال الى نهاية هذه الفسيفساء المكتوبة، حيث قمنا بإدراج برامجنا وقيمنا التي تمخضت عن ساعات من الحوار بخمس لغات اثناء كتابتها.

ومع ذلك، فإننا نشجعك على الاستمرار ببطء في قراءة الحكايات والتأملات والاسئلة التي تكشف في الأجزاء التالية. 

شكرا لكونك جزءا من هذا الرحلة.