منصورة:
تم وضع فكرة ورشة عمل للحرف اليدوية في التطريز وفن استخدام الابرة مثل الحياكة والتعقيف والخياطة وعمل الدانتيل من اجل التطور في اتجاهين:
- الأول والأهم هو عمل مساحة للناس للتحدث باللغة الكرواتية عند القيام بشيء يمكن للأغلبية اتقانه. اتفهم مدى صعوبة الوضع عندما لا تستطيع ان تفهم ما الذي يتحدث عنه الناس حولك، وبسرعة نبدأ بخلط الإنكليزية كذلك بالجُمل، ولكننا نركز على اللغة كثيرا.
- اما الاتجاه الاخر فهو لتبادل الأفكار والتقنيات الخاصة بالحرف اليدوية ودمجها عبر الأفكار الإبداعية بتقنيات أخرى، كعمل الزجاج التي نتدرب عليه في الاتيليه.
تلتقي في الاتيليه مجموعة التطريز وفن استخدام الابرة لمدة ساعتين أسبوعيا، فهناك نعرض للآخرين ما كنا قد عملناه في البيت، فنتشارك الأفكار ونتبادل التقنيات التي استخدمناها.
بدأت انا بتعلم الحياكة وفن الدانتيل عندما كنت إحدى عشرة سنة من عمري، عملتني آنذاك زوجة ابي. قالت لي بانه على كل امرأة معرفة الأساسيات على اقل تقدير، ولذلك بدأت بتعليمي. انا سعيدة للغاية لأنني امتلك هذه المهارات ومعرفة كيفية حياكة الألبسة. ذات مرة جنيت المال لإجازة ابنتي الصيفية من خلال بيع السترات الصوفية التي عملتها. كذلك كان والدي يجني القليل من المال عبر الحياكة عندما كان طفلا، كان يصنع الجوارب الصوفية ويبيعها في السوق.
ضمن المجموعة، نعمل حلقات للأذان ومشابك للشعر بالتعقيف ونحيك الشحاطات او الشباشب وبوندات الشعر. خطوتنا التالية كانت لربط الحياكة بفن النفخ على الزجاج لعمل قلادات جميلة جدا. والغرض ذلك كله هو تطوير الجمالية والابداع.
عادة ما نحصل على خيوط الغزل عن طريق التبرعات، ولكن تستثمر بعض الاعضاء في عمل خيوط غزل خاصة بنا. نجني بعض المال عندما تباع القطع، المال هنا اقل أهمية، ولكن الشيء المهم هو الاستمتاع اثناء القيام بما نفعل.
بدأ بعض الأصدقاء بان يطلبوا مني عمل حلقات اذن، ولكن انتصار شخصي صغير تحقق عندما طلبت مني حفيدتي مؤخرا بان اعمل لها حلقات اذن بألوان قوس قزح. اعتقد انه لأمر مهم ان يتقبل الاطفال مدى اختلافنا، مع إمكانية بقائنا سوية في الوقت ذاته.
اربي:
أقوم انا بحياكة الشباشب او الشحاطات (يسمونهم هنا بابوجي – Papuče). علمتني عمتي عملها عندما كنت طفلة. لم يكن لديها أطفال، كنا نحن اطفالها، وآنذاك تعلمت الحياكة لأول مرة. يمكنكم حتى بمعرفة غرزات بسيطة حياكة العديد من الطرازات. لو كرست نفسي للحياكة فقط فأستطيع عمل شبشب خلال يومين.
صفاء :
تعلمت الغزل والحياكة وانا طفلة في سوريا، وكنت اعمل على ذلك كثيرا واحببت ما كنت اعمل جدا. كنت احيك وانقش اغطية للمائدة والفراش. علمتني في البداية ابنة عمي ومن ثم بحثت بنفسي عن طرق جديدة في المجلات.
لدينا اليوم جميعا هواتف محمولة ويوتيوب (YouTube)، لم يكن لدينا في السابق غير المجلات. تشغل بالي الان الكثير من الأمور، فليس لدي جنسية هنا، وانا انتظر الإقامة الدائمة وافراد اسرتي ايضا، لا اعرف ما الذي سيحدث في الغد. وهذا كله يعقد الامر عندما أفكر بالصبر الذي يحتاجه فن التطريز. ليس الامر بتلك السهولة.
مدينة:
تفعل كل النساء ذلك في أفغانستان، ولكن بعض الرجال ايضا. عادة ما كانت والدتي تصنع بعض الاوشحة وقفازات اليد، ولكن في بعض الأحيان تصنع قطع السجاد كذلك. كانت تحدثني كيف ان الجميع في القرى يعملون في الحقل في فصل الصيف بينما في أشهر الشتاء الثلاث فانهم يبقون في المنازل، فهم يطبخون ويأكلون ويعملون كثيرا في الحرف اليدوية. فكانت الاسر تجتمع معا للتحدث والعمل والغناء واللعب والتسلية.
منصورة:
يطلق اسم (بريلا – Prela) في المكان الذي تربيت فيه على هذا، لقد كبرت في الوقت الذي كان فيه الناس لا يزال يزرعون القنب. كانت جدتي تزرع القنب والكتان، وعند الحصاد، كانوا يشكلون حزما منقوعة في الماء ويعملون ما يسمى بـ (ستوبا – Stupa)، فما يتبقى من النبات هو خيط القنب. وكانت النساء يغسلن ويجففن الصوف بعد جز الأغنام الذي كانوا يغزلنه فيما بعد مع القنب والكتان. كان لدى جدتي منسج كبير، تصنع فيه اغطية من القنب والكتان، كانت خشنة الملمس بعض الشيء، ولكنها كانت الأفضل للنوم. عملت النساء كثيرا في فصل الشتاء.