عن التواصل وتعدد اللغات

مثل التنفس غالبا ما ينظر للتواصل كتحصيل حاصل. نادرا ما يتساءل الناس عن كيفية تنفسهم وكذلك ما يدركون انه يمكنهم التنفس بشكل افضل. وكذلك قليلا ما يكون هناك اشخاص يتساءلون عن كيفية تحسين التواصل: كيف يمكننا إقامة علاقة جيدة. وكيف يمكننا الاستماع بشكل يقظ. وما هي النغمة التي علينا استخدامها وما ترتيب الكلمات، وكيفية المتابعة وعدد المرات (التكرار)، ومع من يجب التواصل وكيف (سواء في المجموعة او الى فرد، بشكل افتراضي او شخصي) وأخيرا ما اللغة التي يجب استخدامها. 

التواصل واللغات هي تنفس مجتمعنا. وخلال عملية انشاء هذه الفسيفساء المكتوبة، دارت الكثير من المناقشات: كيف نجعل هذه الفسيفساء عملية تعاونية؟ من اين نبدأ؟ ومن هو جمهورنا المقصود؟ ما الذي نريد ان تدرجه بالفسيفساء ولماذا؟ من يريد الكتابة بلغته الام والتي يمكن بعد ذلك ترجمتها ومشاركتها مع الاخرين؟ ما هو ترتيب الأقسام؟ وهل نحتاج الى صوت واحد لتحقيق الانسجام ام لالوان وعمق متعددين؟ أسلوب واحد او مزج وتطابق؟ هل نستخدم لغات الأعضاء الحاليين فقط ام اللغات المحتملة كذلك لأننا نود ان نتخذ طريق الانفتاح نحو الأعضاء الجدد المختلفين؟ 

اللغات التي مرت على الاتيليه خلال الأعوام التسع الماضية منذ ولادة مجتمعنا واثناء نموه هي: العربية والارمنية و”الدوباردانسكي” (المصطلح الذي اصبح شائعا والذي يشمل جميع اللغات التي تشترك بتحية “دوبار دان Dobar Dan” وتعني بالعربية طاب يومك او يومكم)، الإنكليزية والفرنسية والكردية والفارسية والروسية والاسبانية والتغرينية والتركية والاردية والاوكرانية (التسلسل بالابجدية الإنكليزية، حتى هذا التفصيل مهم). عادة ما يتطلب تواصلنا المنتظم بين اكثر الأعضاء النشطين بالوقت الحالي استخدام ست من تلك اللغات. الامر معقد ويستغرق وقتا وطاقة وجهدا. 

لماذا اذا اللغات المتعددة؟ 

لاحظ العديد من الأشخاص انه باستخدام نهج متعدد اللغات، فاننا نبطئ فرصة القادمين الجدد لتعلم اللغة الكرواتية (وهي لغة الدوباردانسكي والتي يمكن ان تصبح او أصبحت او اتخذت منذ الازل في هذه المنطقة موطنا لها). 

في زيفي اتيليه د.ك. (Živi Atelje DK) يعد تعلم التحية بلغة جديدة بمثابة مكافأة لنا جميعا. وارسال الرسائل بلغات متعددة هو انعكاس لتنوع مجموعتنا. وهذه علامة صغيرة تدل على الترحيب بالاعضاء الجدد من الذين يقدرون قراءة شيء ما بلغتهم او على الأقل بلغة يعرفونها بشكل افضل من اللغات المستخدمة بشكل اكبر هنا كالكرواتية والإنكليزية. 

نحن نضع أولوية للشعور بالراحة والمحبة والاحساس كانك في مكانك اكثر من موضوع تعلم لغة معينة. ومع ذلك فان التعلم يحدث من خلال قضاء الوقت معا حيث يبذل كل شخص جهد كبير لجعل نفسه مفهوما ومفيدا ومنتجا. أولئك الذين اصبحوا نوعا ما اكثر استقرار فصار لديهم ضغط وقلق اقل من قبل، وسوف يتعلمون بكل تأكيد بشكل اسرع مما كانوا سيتعلمونه. يتعلق الامر بالانفتاح على تفهم وتقبل وتشجيع الطرق المختلفة للتعلم والتذكر والتواصل، لذلك نحن بحاجة لان نكون اكثر صبرا. قد لا يبدو نسخ ولصق الرسائل في برامج الترجمة على الانترنت بذلك الجهد الكبير ومع ذلك وبشكل يومي واثناء المحادثات فهو ليس بالأمر السهل لو اخذنا الوقت بعين الاعتبار على اقل تقدير. وكما ذكرنا في الفصل الخاص بالصحبة المتبادلة، يتطلب الامر التواجد بشكل كبير جدا. عزيزي القارئ، بهذا الجزء من النص، انت رفيق تواصل حقيقي لرحلتنا الجميلة- ساعات عديدة من التبادلات في قوس قزح من اللغات لهذه الفسيفساء الملونة من الأفكار والحكايات والقصص والنصائح والمشاركة ولذلك نحن ممتنون لأنك اخذت الوقت والطاقة للمشاركة في هذه الفسيفساء.