الزجاج الخام

النفخ على الزجاج هو فن. اشكال مذهلة يتم صناعتها بمزيج من التقنيات التقليدية. يظهر الزجاج المصهور وكأنه حيا بأيدي نافخي الزجاج الماهرين لأنه يتشكل بالنار والهواء. هناك طريقتان للنفخ على الزجاج: اما باستخدام الفرن او الموقد. طريقة الفرن هي الطريقة الاقدم، عندما يفكر الناس بالمزهريات والمصابيح الجميلة القديمة فهي التي تم عملها بالفرن. بينما تعد تقنية العمل على الموقد اختراعا حديثا، حيث يرجع ذلك في الأساس الى ان الحضارات القديمة لم يكن لديها أسطوانات غاز مضغوطة تحت تصرفها.

قاذف اللهب هو أداة مفضلة لعروض الشارع والمعارض الفنية لأنه قابل للحمل والنقل بسهولة. وأيضا اداة تستخدم في التصنيع التقليدي لأجهزة المختبرات وملحقاتها. 

لدينا ثلاث مواقد في الاستوديو الخاص بنا. يحتاج تشكيل الزجاج ونفخه على الموقد تركيزا عالي جدا. ولكن بمجرد اكتساب واتقان المهارة المطلوبة، تكون عملية صناعة المواد الزجاجية الصغيرة سريعة نسبيا. نقوم في الغالب بصنع حلي ومجوهرات واكسسوارات زخرفية زجاجية أخرى ونمزجها بمواد أخرى. ننمو ونرتقي من خلال هذه الاعمال الإبداعية. تعتبر مهارة نفخ زجاج وتشكيله من المهارات التي تحتاج للتدريب ساعات طويلة على مدى عدة أشهر لفهم كيفية “تنفس” الزجاج وكيفية التعامل معه في الاشكال والألوان التي نتخيلها. تُعلمنا الطريقة هذه بحد ذاتها الصبر والتسامح. 

ننظم ضمن حيز زيفي اتيليه د.ك. (Živi Atelje DK) دورات وعروض حول فن النفخ على الزجاج باستخدام الموقد، وهذه مجرد محاولة منا للحفاظ على المهارات التقليدية القديمة ونشرها في ظل وجود خطر الضياع والنسيان. 

تعتبر منطقة البحر الأبيض المتوسط مهد حرفة نفخ الزجاج ويعد تاريخ الزجاج القديم جزءا أساسيا من تراثنا الثقافي. بدأ تراث انتاج الزجاج منذ أكثر من 5000 عاما في بلاد الرافدين ومصر، ولكن تعود بالتحديد أصول تقنية نفخ الزجاج الى المنطقة التي تقع فيها سوريا ولبنان اليوم بعد اكتشاف كيفية استخدام تقنية أنبوب النفخ، ومن ثم انتشرت هذه المعرفة في جميع انحاء الإمبراطورية الرومانية القديمة وفي المنطقة التي تعرف الان بـ أوروبا. 

كان لدينا تقاليد عريقة في صناعة الزجاج في كرواتيا، وبالخصوص في منطقة كرابينا-زاغورية (Krapina-Zagorje) ومنطقة استرا (Istria) ومنطقة بوزيشكو-سلافونسكا (Požeško-Slavonska) شرق البلاد، وفي الحقيقية ان هذا التقليد يضعف يوما بعد يوم. بعد اغلاق المؤسستين الكرواتيتين الرئيسيتين اللتين كانتا تركزان على حرفة صناعة الزجاج في بولا (Pula) وساموبور (Samobor) في ثمانينيات القرن الماضي، حكم على هذا الجزء من تراثنا بالتلاش والميل للنسيان، حيث بقية هذه الحرفة تمارس من قبل اقل من خمسة حرفيين متحمسين محترفين. وباتت بقايا فن الزجاج المنطقة جزء من تشكيلة فنية قيمة داخل متحف الزجاج القديم في زادار (Zadar).