عندما يتم أعادة تحويل رسالة عبر البريد الالكتروني او برسالة نصية او وسائل التواصل الاجتماعي او أي طريقة تواصل أخرى، فدائما ما يكون إجابة ونحن نعتبر ان حتى الصمت إجابة لان الصمت عندنا مسموع كذلك. في غرفة مليئة بالناس، إذا كان نصف الغرفة صامتا، فإن ثقل الصمت محسوس. انه امر ليس بالسهولة بالنسبة للأشخاص الصامتين او الذين يتكلمون. قد يعبر الصمت على الموافقة او عدم الموافقة او الملل او اللامبالاة او الخوف او عدم الثقة او أي معنى اخر يختاره الشخص المعبر به. نحن نفهم الصمت من خلال منظور تصوراتنا الخاصة، والتي غالبا ما تشوه بسبب تحيزنا بالأحكام المسبقة أو حالاتنا العاطفية الداخلية. فالصمت مثل الغياب فهو شكل من اشكال التواصل. لذا كل ما يمكننا فعله هو إعطاء مساحة للصمت وربما يؤدي الى المزيد من الاستماع والفهم.
بين اعضاء مجتمعنا الصغير، كان قد اعرب العديد من منهم عن شعورهم بخيبة الامل عندما تترك رسالة عبر الهاتف النقال في احدى مجموعتنا من دون رد. ووصف بعض الأعضاء شعورهم بالإحباط والعزلة والعجز كما لو انه لا احد يهمه الامر او ليس لديهم الوقت لهم. اذا كنت الشخص الذي يسال او يقدم مداخلات، فما الذي يمكنك فعله لمعرفة الأسباب التي تجعل البقية غير متفاعلين بالطريقة التي كنت تتوقعها؟ وكيف يمكنك معالجة تلك الأسباب. متى يكون عدد الإجابات اكثر أهمية من محتوى الإجابات القليلة؟ فما هو تأثير المشاعر المتشابهة للمحبطة والمثيرة للامتعاض وكيف يمكنك تحويلهم؟
اذا كنت العضو المطلوب منه المشاركة فما الذي تريد ايصاله للباقين وكيف؟ كيف يمكنك جعل التواصل مع الاخرين اكثر سهولة؟ ما الذي تريده من الشخص الذي يطرح الأسئلة أن يفهم؟ وهل تأييد السؤال يعني الموافقة ام مجرد أسلوب مهذب. ففي الأخير في انحاء كثيرة من العالم تربى الناس على ان يكونوا مهذبين وان ينوهوا او يقروا باستلام الرسالة او الاستماع لحديث شخص ما. يتطلب الاستماع اليقظ الإجابة كتأييد للحضور وإظهار الدعم للعضو او المجموعة ككل. وبالتأكيد، لكلنا حياة مشغولة، والوقت شيء ثمين جدا وندفع نفقاته أحيانا بأذى غير مقصود، لذا اتخذ اختياراتك بعناية لان مشاركتك لها تأثير سواء كانت بصوت او بصمت او انها بحضورك او غيابك.
المشاركة هدية تقدمها للأشخاص الآخرين المتواجدين معك، سواء كانت بحضورك شخصيا أو بشكل افتراضي. يشعر البعض ان التواصل بشكل كتابي أسهل والبعض الاخر التواصل بشكل افضل بشكل شخصي. بينما لا يشعر البعض بالارتياح في التعبير عن ارائهم حتى بلغتهم الام ناهيك عن التعبير بلغة اجنبية. يتأثر مجموعة الانطوائيين والمنفتحين وكل الاشخاص ما بينهم بطريقة المشاركة. فلدى البعض القدرة على الانخراط في المواضيع بسهولة حتى لو كانت مواضيع جديدة ولكن البعض الاخر يحتاج الى المزيد من الوقت والتشجيع.
للناس كذلك طرقا مختلفة للتعبير عن الاهتمام بالآخرين والمشاركة. وعلى الرغم من اننا قلنا في الكثير من الأحيان ان العناق هو اكثر اشكال شيوعا وقيمة للتعبير عن الاهتمام بالآخرين، الا ان لدى البعض نفور من التلامس الجسدي لأسباب مختلفة. ويعتبر في غاية الأهمية كذلك اتاحة المساحة الكافية للناس للتعبير عن انفسهم بالأخص عندما يكون ذلك مختلفا من ذلك الذي نراه او يتوقعه بالعادة المجتمع. الإصرار على ان العناق هو لغتنا الأساسية قد يستبعد البعض او يجعلهم غير مرتاحين بالأخص اولاءك من الذين قد عانوا من صدمات مرتبطة بشيء من هذا القبيل. لغة الاهتمام بالآخرين هي لغتنا المشتركة، والعناق مجرد شكل من اشكال التعبير عن هذا الاهتمام. اذا كان العناق قد لا يناسب الجميع (او في كل مرة)، فمن المهم ان يكون لدينا مساحة للتعبير عن الحب والاهتمام بالآخرين عبر جلب بعض المكسرات او اعداد القهوة او التلويح باليد او الغناء او أي شيء اخر من هذا القبيل. اما اذا كانت المشاركة بالرسائل النصية او الايميلات لا تناسب الجميع فمن المهم كذلك إعطاء المجال لبعض الاشكال الأخرى من المشاركة. اذا كان العمل بالفخار والطين لا يناسب الجميع فهناك وسائل وطرق أخرى للإبداع. ونحن جميعا نتعلم بشكل مستمر من بعضنا البعض ومع بعضنا البعض. نحن المعلمون والطلبة. لا احد اهم من أي شخص اخر وليس هنالك حكاية اقل قيمة من حكاية شخص اخر.
المشاركة والاهتمام بالأخرين يأتيان كجزء من بناء المجتمع.