عن الفيسيفساء

وها نحن نكتب فسيفساء التأملات هذه في عملية تعاونية ابداعية لأصوات متشابكة مشكلة بأقدار فردية وجماعية منسوجة معا في نسيج فني ضمن مكاننا في زيفي اتيلية دايخت كرال (Živi Atelje Dajht-Kralj). هذا النسيج الحي من القصص لأجزاء منا كمجموعة من الذكريات والقوائم واصداء لعاطفة بكل الألوان، ثمرة سنوات من عملنا في الحب. 

نحن نتكلم عن التعاونية بحيث نخلق سوية نظرتنا وكذلك مجتمعنا. هذا العمل الجماعي يضخم الأصوات داخل كل شخص منا وثم ينعكس على احوالنا ولغة اجسادنا وعلى فننا وحياتنا اليومية. تتكون في بعض الأحيان أنماط المشاركة والتعلم والاكتشاف والتعافي بالدموع والصمت او بالابتسام والعناق الدائم المطول او القصير او باي شكل اخر للتعبير عن الاهتمام محاكة بالحب. 

تمتلك جوانب هذه الفسيفساء دور لتلعبه في نظرتنا دائمة التطور لتؤثر وتغير العالم ابتداءاً من تغيير انفسنا مع ومن خلال مجتمعنا ومن خلال الفن واستكشاف المواضيع الكبيرة، عوالم بحد ذاتها، تشكلنا بطرق مختلفة: الهوية والانتماء، الغيرية، الحب، التعافي، التضامن، البيئة، الذاكرة، اخذ الأدوار، قص القصص والحكايات، والتحول. كل هذه المفاهيم هي انعكاس لرؤيتنا ولاحلام كان قد ولدت وتحولت الى كم من المعاناة والصدمات والقوة والصمود موروثة وتعايشنا معها. 

بالإمكان استخدام هذه الفسيفساء كدليل استخدام، شيء تتصفحه عندما تحتاج لمعرفة كيف يعمل شيء ما، الأفكار المتخذة وراء خطوات معينة او لتجنب الخطوات التي قد تؤدي الى الغوص في الرمال المتحركة، او خريطة عندما تريد ان ترى جزء من الطريق. فقد جلعنها غير رسمية قليلا وسهلة الاستكشاف وممتعة اكثر. ومع ذلك فاننا نشارك جوانب من عملنا التي تعتبر اقل متعة، ولكن ضرورية. 

فها هنا يا عزيزي القارئ، او أيا كنت سواء صديقنا المسافر سويا معنا او باحثا من اجل التحويل والتغيير، من اجل عالم فيه محبة اكثر، فيه مراعات ورقة وتقبل واحتضان وعدالة حقيقية واصلاحية وتضامن وتقبل الصحبة المتبادلة والتنوع والاحترام والمساواة. 

وبتأكيد تستطيع ان تعبر عن رفضك بهز كتفيك او بابتسامة. ويمكن للبعض ان يضع ملصق السذاجة على خطواتنا البسيطة نحو التغيير فينا ومن حولنا من دون أي داعي للقلق فهذا لن يؤذينا مطلقا. ستستمر تلك الخطوات بالنمو وستتحول الى مشي حقيقي ومصافحة ودفعة أولى للسباحة او ابتسامة او عناق. انه تدربنا، تدربنا اليومي، تدربنا الفني (في الفن). فيتطلب ذلك وقت وجهد وشجاعة ومثابرة. تأخذ منها ما يحلو لك. هكذا تساعدها على الاستمرار بالتقدم.